أخبار العالمسياسة

رئيس روسيا السابق يتهم ألمانيا بـ”شن حرب هجينة” ضد بلده

اتهم الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الأحد (الرابع من سبتمبر/ أيلول 2022) ألمانيا بشن “حرب هجينة” على روسيا، مبررا وقف شحنات الغاز إلى برلين بسلوكها “غير الودي” في خضم النزاع مع أوكرانيا. وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي توترت فيه العلاقات بين ألمانيا وروسيا، التي تدهورت اصلا بسبب النزاع في أوكرانيا، بعد أن علقت موسكو تسليم برلين الشحنات عبر خط أنابيب الغاز نورد ستريم.

وقال ميدفيديف في رسالة نشرت على تلغرام “يقول المستشار الألماني أولاف شولتس إن روسيا لم تعد موردا موثوقا للطاقة. أولا ألمانيا بلد غير صديق وثانيا فرضت عقوبات على الاقتصاد الروسي بأكمله (…) وتسلم أوكرانيا أسلحة فتاكة”. وأضاف “بعبارة أخرى أعلنت حربا هجينة على روسيا. تتصرف ألمانيا كعدو لروسيا”، و”العم (شولتس) يفاجأ عندما يواجه الألمان مشاكل صغيرة مع الغاز”.

تعليق عمليات التسليم

وأعلنت شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم الجمعة تعليق عمليات التسليم كليا عبر خط أنابيب الغاز نورد ستريم، عازية ذلك إلى اكتشاف تسرب للزيت في إحدى التوربينات. ويرى الأوروبيون الذين يدعمون أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي، أن موسكو تستخدم هذه الذريعة لإخضاعهم لابتزاز في مجال الطاقة مع اقتراب الشتاء وتخشى عدة دول من مواجهة نقص.

وأكد شولتس الأحد أنه حتى لو كانت ألمانيا تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز من روسيا، فإنها “قادرة على مواجهة فصل الشتاء” معتبرا أن روسيا لم تعد “موردا موثوقا للطاقة”. وتتهم السلطات الروسية القادة الأوروبيين بأنهم مسؤولون عن الصعوبات في تسليم شحنات الغاز، مؤكدة أن العقوبات التي فرضت على موسكو إثر غزوها لأوكرانيا حرمت خط أنابيب الغاز نورد ستريم من معدات تضمن عمله بشكل سليم.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الأحد إن الزعماء الأوروبيين يتعاملون مع أزمة الغاز “بصورة غير منطقية”. وأضاف ساخرا “يتسبب هؤلاء السياسيون في موت مواطنيهم بالسكتات الدماغية عندما يتلقون فواتير الكهرباء” التي ترتفع بشكل جنوني.

مظاهرات مؤيدة لروسيا وأخرى مناوئة

شارك حوالي ألفي متظاهر، معظمهم من الناطقين بالروسية، في مسيرة بمدينة كولونيا في غرب ألمانيا اليوم الأحد لمطالبة برلين بالتوقف عن دعم أوكرانيا وإلغاء العقوبات التي فرضتها على موسكو على خلفية غزوها لجارتها في وقت سابق من العام الجاري. وقوبلت المسيرة، التي نظمتها مجموعات للمغتربين الناطقين بالروسية في المدينة، بالعشرات من المتظاهرين المناوئين الراغبين في إبداء الدعم لأوكرانيا.

ويوجد في ألمانيا نحو ثلاثة ملايين شخص من أصول عرقية روسية، يتأثر كثيرون منهم بروايات الكرملين بشأن ما يحدث في العالم من خلال التلفزيون الروسي الذي تسيطر عليه الدولة والمتوفر على نطاق واسع.

وقالت إيلينا كولباسنيكوفا، وهي واحدة من منظمي الاحتجاج “ألمانيا في حالة من الفوضى”، مكررة تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الغزو الروسي يحمي الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا.

وعلى الرغم من العدد الكبير للمغتربين الروس في ألمانيا، فقد شهدت عددا قليلا نسبيا من التجمعات الداعمة لبوتين منذ بداية الحرب. ورفع كثير من المشاركين في تجمع الأحد الأعلام الروسية أو لافتات مكتوب عليها اسم حلف شمال الأطلسي، مشطوب عليه بخط أحمر.

جمع التبرعات للانفصاليين

كما جمع المنظمون في كولونيا تبرعات للقوات الانفصالية المدعومة من روسيا في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.

ويشهد عدد المغتربين المزيد من الارتفاع نظرا لمغادرة روس لبلادهم احتجاجا على الغزو.

وقال إيفان بيلوسوف، وهو من المشاركين في المظاهرة المناوئة “لقد أتينا إلى هنا لكي نوضح أن هناك كثيرين من المتحدثين بالروسية يرون أن بوتين انزلق نحو نظام فاشي”، مضيفا أنه سبق اعتقاله باتهامات ذات دوافع سياسية في روسيا قبل أن يترك البلاد بعد إطلاق سراحه.

 

ع.ش/ ص.ش (أ ف ب، رويترز)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى